كلمة معالي رئيس المجلس

رئيس جامعة الملك فيصل

الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ للهِ وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بكم في البوابة الرقمية لشركة وادي الأحساء للاستثمار المحدودة، الذراع الاقتصادي لجامعةِ الملكِ فيصل مدينةِ العلمِ في واحةِ الأحساء. لقد كانت جامعةُ الملكِ فيصل منذ انبثاقِ رؤية المملكة 2030 على موعد مع التحول والتطوير؛ لتواكب هذا الحراك الوطني التنموي في جميع المجالات، وتكون في طليعة ركب المسهمين في تحقيق توجهات الرؤية؛ عبر إيمانها العميق بأثر هذه التوجهات في صناعة مستقبل الوطن، ومبادرتها بحشد كل إمكاناتها العلمية والبحثية والخدمية؛ لتعظيم قدراتها الاستثمارية، وحضورها الاستراتيجي في خارطة التحول الوطني، مستنيرة بتوجيهات القيادة الرشيدة الداعية إلى تنويع مصادر الدخل، وتوطين الصناعات الاستراتيجية، وتأسيس الشركات، وتفعيل أنظمة خصخصة الأجهزة الحكومية، وتحقيقِ الاستدامة البيئية، تلك التوجيهات السديدة التي كان للتعليم العالي منها الحظ الأوفر من الاهتمام والرعاية، إدراكاً بأن أبناء الوطن وبناته هم المشروعات الوطنية الحقيقية التي ترسم ملامح الوطن، وغده الأجمل، ولذا كانت الموافقة السامية على نظام الجامعات الجديد منطلق تحول نوعي نحو تحسين كفاءة البيئة التعليمية، وتنويع المصادر المالية، ومنح الجامعات مزيدًا من المرونةِ
الإداريةِ في ظل اعتمادها على قدراتها الذاتية؛ لتحقيق أهدافها، وخدمةِ الوطنِ العزيز.

جامعة الملك فيصل مدينة علمية بحثية خدمية متكاملة، تزخر بفضل الله تعالى ثم بما حظيت به من الرعاية والدعمِ السخي من قيادتنا الرشيدة –أعزها الله- بكوادر وطنية ودولية متخصصة، وإمكانات وتجهيزات حديثة، تعمل كلها في منظومة واحدة وفق تخطيطِ استراتيجي شمولي مستمد من خِططِ التحولِ الوطني، لتسهمَ في الوصولِ إلى مستهدفِ رؤية ٢٠٣٠ الرامي إلى تحقيقِ الأمنين الغذائي والتنموي من خلال خلقِ منظومة مستدامة تضم البحث، والتطوير، والقياس، والتصنيع الغذائي، وتجعل من تمركزها في محافظة الأحساء والمنطقة الشرقية شريكا رئيساً في قطاعات التصنيع والتقنيات الغذائية، وتكون في مضمار التميز والتمايز وطنيًّا وإقليميًّا وعالميًّا؛ وتحقق قفزات نوعية في مجالات التعليم، والبحث العلمي والشراكة المجتمعية، مضطلعة بدورٍ فاعل في تعظيمِ مستويات الأثر من مكانة واحةِ الأحساءِ التاريخيةِ والجغرافيةِ والاقتصادية، وتسجيلِها كموقعِ تراث عَالمي، وعَاصمةً للسياحةِ العربيةِ لعام 2019، وأكبر واحة نخيل في العالم وفق موسوعة غينيس. ومن هنا أعادت الجامعة حساباتها لتكونَ في موضعِها الأمثل، وترسمَ طريقَها المستقبليَّ في ضوءِ هويةٍ تنمويةٍ تتجهُ نحوَ تحقيقِ المساهمة في الأمنِ الغذائي والاستدامة البيئية، من خلال عدد من المجالاتِ الحيويةِ وهي: المياه، والزراعة، والبيئة، والإدارة، والتقنية، والصحة، والنقل، والتصنيع، والطاقة، إلى جانب استمرارها في تحقيقِ منجزاتِها عبر عدد من روافدِ التميز. لقد أعادت جامعة الملك فيصل مؤخرًا تحديدِ هويتِها وأولياتها، وتبنت مجموعة من الاتجاهات الاستراتيجية، وانطلقت بخطوات ثابتة لتعمل على بناء منظومة متكاملة للابتكار وريادة الأعمال، منطلقة مما لديها من مكونات معرفية وبحثية تعدُّ المصدر الثريَّ للأفكار الريادية وهي: الكليات، والمراكز البحثية، والكراسي العلمية، ومراكز ووحدات تنمية الأعمال. وبحمد الله وتوفيقه تكللت الجهود المتواصلة برعاية وتشريف من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود لتدشين مشروع الجامعة الاقتصادي الواعد (شركة وادي الأحساء للاستثمار المحدودة )، والتي تستهدف العمل بإذن الله تعالى في مجالاتٍ حيويةٍ تنمويةٍ تشمل: الخدمات التعليمية، والصحية، والزراعية، والعقارية، واستثماراتِ التقنيةِ والتصنيع، واستشارات وأعمالِ البحثِ والتطوير، والاستثمارِ والتصنيعِ الغذائي، والخدمات والصناعات التحويلية، والمال والأعمال، والإعلام، والأمنِ والسلامة، والأعمالِ الهندسيةِ والإعمار؛ تعزيزًا لإسهامِ الجامعةِ في تحقيقِ التنميةِ الاقتصاديةِ للمنطقة الشرقية بشكل خاص، وبما ينسجم مع أهدافِ البرنامجِ الوطني للتنميةِ المجتمعيةِ الوطنية.

ختامًا.. نسأل الله تعالى لهذه الشركة الفتية رسوخًا أعمق، وعطاء أوسع لخدمة كل مجالات التنمية الوطنية. مثمنين لكل شركاء الجامعة مواقفهم المساندة لتحقيقِ هذا المنجز الاقتصادي الواعد بالخير والنماء لهذه الجامعة العريقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،